﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

خطابه وتلبية دعائه ﷺ في الصلاة

الأحد 15 جمادى الأولى 1443, الأحد 19 ديسمبر 2021

قال الإمام النووي:

"ويخاطبه المصلي بقوله: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله، ولا يخاطب سائر الناس.

ويجب على المصلي إذا دعاه ﷺأن يجيبه، ولا تبطل صلاته" (4).

______________________

4. روضة الطالبين 7/ 14.



أما خطابه في الصلاة، فهو معلوم بالضرورة في كل أحاديث التشهد، عن ابن مسعود، وابن عباس، وعمر، وغيرهم.

 وهو أن المصلى يقول في تشهده مخاطباً الرسول ﷺ: (السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ).

 وأما وجوب تلبية دعائه من المسلمين، حتى ولو كانوا في الصلاة، فهي خصوصية ثابتة في الصحيح.

 فقد أخرج البخاري عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: 

كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَلَمْ أُجِبْهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي فَقَالَ أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} ثُمَّ قَالَ لِي: (لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ) ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ: (لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ؟) قَالَ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ)

(1) (2).

______________________

1. سورة الأنفال، الآية (24).

2. أخرجه البخاري برقم (4474).


مواد ذات صلة