﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

خلق جميع المخلوقات لأجله ﷺ

الأحد 15 جمادى الأولى 1443, الأحد 19 ديسمبر 2021

قالوا: ومن خصائص تكريمه ﷺ: أن الله تعالى خلق آدم وجميع المخلوقات لأجله (3).

واستدلوا على ذلك بحديث:

"لولاك لما خلقت الأفلاك".

قال الصغاني: إنه موضوع (4).

واستدلوا بحديث ابن عباس مرفوعاً:

"أتاني جبريل فقال: يا محمد لولاك لما خلقت الجنة، ولولاك ما خلقت النار".

 وفي رواية ابن عساكر: 

"لولاك ما خلقت الدنيا".

قال في سلسلة الأحاديث الضعيفة، ضعيف بل واه.

وأما رواية ابن عساكر فقد أخرجها ابن الجوزي في الموضوعات عن سلمان مرفوعاً، وقال: إنه موضوع، وأقره السيوطي (5).

______________________

3. مرشد المحتار ص 385.

4. الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للقاري برقم (385) ص 288.

5. سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم (282).



وقد سئل الإمام ابن تيمية عن الحديث الذي يذكره الناس: "لولاك ما خلق الله عرشاً، ولا كرسياً، ولا أرضاً، ولا سماءً، ولا شمساً، ولا قمراً، ولا غير ذلك" صحيح هو، أم لا؟.

فأجاب:

"محمد ﷺ ولد آدم، وأفضل الخلق، وأكرمهم عليه، ومن هنا قال من قال: إن الله خلق من أجله العالم، أو أنه لولاه، لما خلق عرشاً، ولا كرسياً، ولا سماءً، ولا أرضاً، ولا شمساً، ولا قمراً".

 لكن ليس هذا حديثاً عن النبي ﷺ، لا صحيحاً ولا ضعيفاً. ولم ينقله أحد من أهل العلم بالحديث عن النبي ﷺ.

بل ولا يعرف عن الصحابة، بل هو كلام لا يدري قائله" (1).

 هذه هي الأقوال في أدلة هذه الخصوصية. وحيث لا دليل فلا خصوصية إذاَ، ولا يقال مثل ذلك إلا دليل صحيح.

______________________

1. فتاوى ابن تيمية 11/ 86، 96.

مواد ذات صلة