﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

خصوصية تحريم الشعر عليه

الأربعاء 11 جمادى الأولى 1443, الأربعاء 15 ديسمبر 2021

وقالوا في الشعر ما قالوا في الكتابة.

قالوا: اختص ﷺ بأنه يحرم عليه الشعر.

ومن المتفق عليه: أنه ﷺ كان لا يحسن نظم الشعر.

ولذا قالوا: المراد: تحريم التوصل إليه (1).

 وكما هو الشأن في الكتابة، فالواقع أنه ﷺ ما كان بحسن الشعر، ومعظم الناس لا يحسنون الشعر، فليست المسألة من باب الخصوصيات.

 قال تعالى:

{وَمَا عَلَّمْنَٰهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنۢبَغِى لَهُۥٓ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْءَانٌ مُّبِينٌ}

(2).

وهكذا فالآية الكريمة تسجل الواقع القائم.

قال ابن كثير: 

{وَمَا يَنۢبَغِى لَهُۥٓ ۚ } 

أي ما هو في طبعه، فلا يحسنه، ولا يحبه، ولا تقتضيه جبلته، ولهذا ورد أنه ﷺ كان لا يحفظ بيتاً على وزن منتظم.

 وقال: روى ابن أبي حاتم عن الحسن البصري قال: إن رسول الله ﷺ كان يتمثل بهذا البيت:

كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا

 فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله.

كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا

______________________

1. روضة الطالبين 7/ 5.

2. سورة يس، الآية (69).


قال أبو بكر أو عمر رضي الله عنهما: أشهد أنك رسول الله يقول الله تعالى: 

{وَمَا عَلَّمْنَٰهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنۢبَغِى لَهُۥٓ ۚ }.

وهكذا روى البيهقي في الدلائل: أن رسول الله ﷺ قال للعباس بن مرداس السلمي رضي الله عنه: أنت القائل:

أتجعل نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة

 فقال: إنما هو بين عيينة والأقرع.

فقال ﷺ (الكل سواء) يعني في المعنى.

 إن الشعر بما يشتمل عليه من خيالات وأكاذيب وأباطيل يتنافى مع النبوة، وقد قال تعالى عن الشعراء:

{أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِى كُلِّ وَادٍۢ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ}

(1).

______________________

1. سورة الشعراء، الآيتان (225- 226).

مواد ذات صلة