﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

تحريم الاستعانة بالمشركين

الأربعاء 11 جمادى الأولى 1443, الأربعاء 15 ديسمبر 2021

قال السيوطي: ومن خصائصه - فيما ذكر القضاعي - أنه ﷺ كان يحرم عليه قبول الاستعانة بالمشركين.

قال: أخرج البخاري في تاريخه عن حبيب بن يساف قال: 

خرج النبي ﷺ وجهاً فأتيته أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ قَوْمِي قلنا: إِنَّا نكره أَنْ يَشْهَدَ قَوْمُنَا مَشْهَدًا لَا نَشْهَدُهُ مَعَهُمْ، فَقَالَ: (أَسْلَمْتُمَا؟) قُلْنَا: لَا، قَالَ: (لا فَإِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ)

(2).

هذه ما ذكره السيوطي في هذه المسألة، وليس فيها أي دليل أو شبهة دليل على الخصوصية. بل هو حكم عام في هذه المسألة دونه الفقهاء رحمهم الله في كتبهم ولو فهموا منه الخصوصية لما فعلوا ذلك.

______________________

2. الخصائص الكبرى 2/ 416.



وأخرج مسلم 

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قِبَلَ بَدْرٍ فَلَمَّا كَانَ بِحَرَّةِ الْوَبَرَةِ أَدْرَكَهُ رَجُلٌ، قَدْ كَانَ يُذْكَرُ مِنْهُ جُرْأَةٌ وَنَجْدَةٌ فَفَرِحَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حِينَ رَأَوْهُ فَلَمَّا أَدْرَكَهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ جِئْتُ لِأَتَّبِعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ؟) قَالَ: لَا، قَالَ: (فَارْجِعْ فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ)

(1).

 قال ابن قدامة في بحث الجهاد: "ولا يأذن - الإمام - لمشرك لما روت عائشة.." وذكر الحديث (2).

إنه لا دليل على الخصوصية.

______________________

1. أخرجه مسلم برقم (1817).

2. الكافي لابن قدامة 4/ 263، طبعة المكتب الإسلامى.

مواد ذات صلة