﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

سرية حمزة إلى سيف البحر

الخميس 16 ربيع الأوّل 1446, الخميس 19 سبتمبر 2024

وبعث في مقامه ذلك، حمزة بن عبد المطلب بن هاشم، إلى سيف البحر، من ناحية العيص، في ثلاثين راكبا من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد.

فلقي أبا جهل بن هشام بذلك الساحل في ثلاث مائة راكب من أهل مكة. فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني. وكان موادعا للفريقين جميعا، فانصرف بعض القوم عن بعض، ولم يكن بينهم قتال. وبعض الناس يقول: كانت راية حمزة أول راية عقدها رسول الله ﷺ لأحد من المسلمين. وذلك أن بعثه وبعث عبيدة كانا معا، فشبه ذلك على الناس. وقد زعموا أن حمزة قد قال في ذلك شعرا يذكر فيه أن رايته أول راية عقدها رسول الله ﷺ، فإن كان حمزة قد قال ذلك، فقد صدق إن شاء الله، لم يكن يقول إلا حقا، فالله أعلم أي ذلك كان. فأما ما سمعنا من أهل العلم عندنا. فعبيدة بن الحارث أول من عقد له. [السيرة النبوية لابن هشام 1/595 – 596]

الدروس المستفادة

الدروس المستفادة من هذا الحدث

لا بد من النزول على أوامر الدين، فلا نقاتل إلا من أمرنا الله بقتالهم، ولا نسالم إلا من أمرنا الله بمسالمتهم، فلما أذن الله للمسلمين بالقتال

{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}

بدأوا في تأمين الطريق حول المدينة، وعقد معاهدات مع القبائل التي تمر من خلاله.

  • الإذن بالقتال رحمة وتربية من رب العالمين للفئة المؤمنة، لتأخذ بحقها ممن ظلمها، واعتدى عليها.
  • العمل على إظهار قوة الإسلام وتكاتف المسلمين، ليهابهم من حولهم، ولا يستهين بهم أحد، فلا تقوم لهم قائمة، ولا ينتشر بهم مذهب.
  • هي أول سرية ترامى فيها الفريقان بالنبال، وفيها رمى سيدنا سعد بن أبي وقاص، فكان أول سهم رُمِي به في الإسلام.