﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

سرية عمر بن الخطاب إلى تربة

الخميس 16 ربيع الأوّل 1446, الخميس 19 سبتمبر 2024

سرية عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى تربة من أرض هوازن وراء مكة بأربعة أميال أورد البيهقي من طريق الواقدي بأسانيده أن رسول الله ﷺ بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ثلاثين راكبا ومعه دليل من بني هلال، وكانوا يسيرون الليل ويكمنون النهار، فلما انتهوا إلى بلادهم هربوا منهم وكر عمر راجعا إلى المدينة، فقيل له: هل لك في قتال خثعم؟ فقال: إن رسول الله ﷺ لم يأمرني إلا بقتال هوازن في أرضهم. [السيرة النبوية لابن كثير 3/418]

الدروس المستفادة

الدروس المستفادة من هذا الحدث

  • الالتزام بما جاء من أوامر النبي بلا تزيد، وهو ما فعله عمر حين عاد فلم يقاتل غير هوازن، مع أنه قد اقترح عليه بعض جنوده أن يدخل عليهم، ويفتح ديارهم ويدعوهم للإسلام، لكنه الالتزام والانضباط العسكري الشرطي، أبى أن يزايد على كلام سيدنا محمد (قائده)، حتى لو رأى هو أن فيه خير.
  • تحديد الهدف وعدم الالتفات لأهداف أخرى من أهم عوامل الثبات والنجاح في الحياة، وما أجمل قول عمر الفاروق رضي الله عنه [إن رسول الله ﷺ -حدد لي هدفاً ولم يأمرني إلا بقتال هوازن]، فحتى لو كان رأى أن فيها خير، إلا أن هذا الخير من الممكن أن ينقلب إلى شر، لعدم امتثاله.
  • هدف الجهاد في الإسلام ليس قتال الناس، ولا الهجوم عليهم وترويعهم، ولا السلب والنهب، إنما هفه دعوة الناس للدين، وفي نفس الوقت حماية بيضته.
  • حسن اختيار القيادة لكل سرية؛ وكان خروج أبي بكر وعمر في تلك المرحلة مقصودًا لما لهما من دراية بالعرب ومهابة بنفوسهم