﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

سرية غالب بن عبد الله إلى الميفعة

الخميس 16 ربيع الأوّل 1446, الخميس 19 سبتمبر 2024

سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى الميفعة في شهر رمضان سنة سبع من مهاجر رسول الله - ﷺ - قالوا: بعث رسول الله - ﷺ - غالب بن عبد الله إلى بني عوال وبني عبد بن ثعلبة. وهم بالميفعة. وهي وراء بطن نخل إلى النقرة قليلا بناحية نجد. وبينها وبين المدينة ثمانية برد. بعثه في مائة وثلاثين رجلا ودليلهم يسار مولى رسول الله - ﷺ - فهجموا عليهم جميعا ووقعوا وسط محالهم. فقتلوا من أشرف لهم واستاقوا نعما وشاء فحدروه إلى المدينة ولم يأسروا أحدا. وفي هذه السرية قتل أسامة بن زيد الرجل الذي قال لا إله إلا الله. [فقال النبي: ألا شققت قلبه فتعلم صادق هو أم كاذب؟ فقال أسامة: لا أقاتل أحدا يشهد أن لا إله إلا الله.]

قال ابن هشام: غزوة غالب بن عبد الله الكلبي- كلب ليث- أرض بني مرة، فأصاب بها مرداس بن نهيك، حليفا لهم من الحرقة، من جهينة، قتله أسامة بن زيد، ورجل من الأنصار.

قال ابن هشام: الحرقة، فيما حدثني أبو عبيدة.

قال ابن إسحاق: وكان من حديثه عن أسامة بن زيد، قال: أدركته أنا ورجل من الأنصار، فلما شهرنا عليه السلاح، قال: أشهد أن لا إله إلا الله. قال: فلم ننزع عنه حتى قتلناه، فلما قدمنا على رسول الله ﷺ أخبرناه خبره، فقال: يا أسامة، من لك بلا إله إلا الله؟ قال: قلت: يا رسول الله، إنه إنما قالها تعوذا بها من القتل. قال: فمن لك بها يا أسامة؟ قال: فو الذي بعثه بالحق ما زال يرددها علي حتى لوددت أن ما مضى من إسلامي لم يكن، وأني كنت أسلمت يومئذ، وأني لم أقتله، قال: قلت: أنظرني يا رسول الله، إني أعاهد الله أن لا أقتل رجلا يقول لا إله إلا الله أبدا، قال: تقول بعدي يا أسامة، قال: قلت بعدك. [الطبقات الكبرى لابن سعد 2/91، السيرة النبوية لابن هشام 2/623]

الدروس المستفادة

الدروس المستفادة من هذا الحدث

كان النبي ﷺ يكتشف طاقات الصحابة منذ صغرهم ويدلهم عليها ويحدد لهم التخصص المناسب، فكان يستغل كل الطاقات ويوظفها في مكانها المناسب، مهما كان نوعها، ويفتح الآفاق أمامها لتأخذ مداها وفرصتها في الترقي.

  • الصبر الجميل واحتساب الأجر عند الله: -فقد فني زاد الجنود وصاروا يقتسمون التمر بالعدد، وهي صورة تتكرر كثيرا في حياة الصحابة، ونقص زادهم في معاركهم رضي الله عنهم أجمعين فعندهم طاقة الصبر في طلب العدو، وهذا يدل على قوة احتمال الصحابة وصبرهم الجميل واحتسابهم الأجر عند الله سبحانه وتعالى.
  • كن قائدا لمن تأمره او تعلمه، ولاتكن ممن يأمرون الناس وينسون أنفسهم.