﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

غزوة بني لحيان

الخميس 16 ربيع الأوّل 1446, الخميس 19 سبتمبر 2024

قال ابن إسحاق: ثم أقام رسول الله ﷺ بالمدينة ذا الحجة والمحرم وصفرا وشهري ربيع، وخرج في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من فتح قريظة، إلى بني لحيان يطلب بأصحاب الرجيع: خبيب بن عدي وأصحابه، وأظهر أنه يريد الشام، ليصيب من القوم غرة.

فخرج من المدينة ﷺ، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، فيما قال ابن هشام.

قال ابن إسحاق: فسلك على غراب، جبل بناحية المدينة على طريقه إلى الشام، ثم على محيص ، ثم على البتراء، ثم صفق ذات اليسار، فخرج على بين، ثم على صخيرات اليمام، ثم استقام به الطريق على المحجة من طريق مكة، فأغذ السير سريعا، حتى نزل على غران، وهي منازل بني لحيان، وغران واد بين أمج وعسفان، إلى بلد يقال له: ساية، فوجدهم قد حذروا وتمنعوا في رءوس الجبال. فلما نزلها رسول الله ﷺ وأخطأه من غرتهم ما أراد، قال: لو أنا هبطنا عسفان لرأى أهل مكة أنا قد جئنا مكة، فخرج في مائتي راكب من أصحابه حتى نزل عسفان، ثم بعث فارسين من أصحابه حتى بلغا كراع الغميم، ثم كر وراح رسول الله ﷺ قافلا. فكان جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول حين وجه راجعا: آئبون تائبون إن شاء الله لربنا حامدون، أعوذ بالله من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال. [السيرة النبوية لابن هشام 2/279 – 280]

الدروس المستفادة

الدروس المستفادة من هذا الحدث

حرص الرسول الله صلى الله عليه وسلم على أخذ حق أصحابه رضي الله عنهم، فلم يكن يفرط في حق أصحابه الشهداء ولو بعد حين، وقد نصره الله بالرعب فكان رؤوس الشرك تفر لمجرد العلم بوجوده، وقد انتشرت السرايا والغزوات بالعام السادس الهجري وبدأ جهاد المسلمين لنشر دعوة دين الله يبتعد لمناطق لم يطأها المسلمون من قبل.