﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

تجارته بمال خديجة

الإثنين 13 ربيع الأوّل 1446, الاثنين 16 سبتمبر 2024

كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال.

تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه، بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قوما تجارا، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها، من صدق حديثه، وعظم أمانته، وكرم أخلاقه، بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار، مع غلام لها يقال له ميسرة، فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام.

فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب  من الرهبان، فاطلع الراهب إلى ميسرة، فقال له: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال له ميسرة: هذا رجل من قريش من أهل الحرم، فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي.

ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد أن يشتري، ثم أقبل قافلا إلى مكة ومعه ميسرة. فكان ميسرة- فيما يزعمون- إذا كانت الهاجرة واشتد الحر، يرى ملكين يظلانه من الشمس- وهو يسير على بعيره. فلما قدم مكة على خديجة بمالها، باعت ما جاء به، فأضعف أوقريبًا -من الضِعف-. [السيرة النبوية لابن هشام 1/187 – 188].

الدروس المستفادة

الدروس المستفادة من هذا الحدث

1- الصادقون من رهبان أهل الكتاب يعلمون أن محمدا هو الرسول للبشرية، وعرفوا ذلك لما وجدوه من أمارات وأوصاف عنه في كتبهم

{الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون}

  • إثبات سجود الشجر والحجر للنبي صلى الله عليه وسلم، وتظليل الغمام له وميل فيء الجرة عليه قبل البعثة.
  • استفاد النبي صلى الله عليه وسلم من سفره للتجارة وتجواله في البلاد مع التجار من أشياخ القبائل، حيث اطلع على تجارب الآخرين وخبرتهم، والاستفادة من آرائهم، فهم أصحاب خبرة ودراية وتجربة لم يمر بها النبي صلى الله عليه وسلم في سنه تلك.