﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

هجرة النبي ﷺ إلى المدينة

الخميس 16 ربيع الأوّل 1446, الخميس 19 سبتمبر 2024

فأتى جبريل عليه السلام رسول الله ﷺ، فقال: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه. قال: فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام، فيثبون عليه، فلما رأى رسول الله ﷺ مكانهم، قال لعلي بن أبي طالب: نم على فراشي وتسج ببردي هذا الحضرمي الأخضر، فنم فيه، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم، وكان رسول الله ﷺ ينام في برده ذلك إذا نام.

قال ابن إسحاق: فحدثني يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي قال:

لما اجتمعوا له، وفيهم أبو جهل بن هشام، فقال وهم على بابه: إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره، كنتم ملوك العرب والعجم، ثم بعثتم من بعد موتكم، فجعلت لكم جنان كجنان الأردن، وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح، ثم بعثتم من بعد موتكم، ثم جعلت لكم نار تحرقون فيها.

قال: وخرج عليهم رسول الله ﷺ، فأخذ حفنة من تراب في يده، ثم قال أنا أقول ذلك، أنت أحدهم. وأخذ الله تعالى على أبصارهم عنه، فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رءوسهم وهو يتلو هؤلاء الآيات من يس:

يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ. إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ. تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ [36: 1- 5 ]... إلَى قَوْلِهِ: فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ [ 36: 9 ] حتى فرغ رسول الله ﷺ من هؤلاء الآيات، ولم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابا، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب، فأتاهم آت ممن لم يكن معهم، فقال: ما تنتظرون هاهنا؟ قالوا: محمدا، قال: خيبكم الله! قد والله خرج عليكم محمد، ثم ما ترك منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه ترابا، وانطلق لحاجته، أفما ترون ما بكم؟ قال: فوضع كل رجل منهم يده على رأسه، فإذا عليه تراب، ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيا ببرد رسول الله ﷺ، فيقولون: والله إن هذا لمحمد نائما، عليه برده. فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا فقام علي رضي الله عنه عن الفراش فقالوا: والله لقد كان صدقنا الذي حدثنا.

وكان أبو بكر رضي الله عنه رجلا ذا مال، فكان حين استأذن رسول الله ﷺ في الهجرة، فقال له رسول الله ﷺ: لا تعجل، لعل الله يجد لك صاحبا، قد طمع بأن يكون رسول الله ﷺ، إنما يعني نفسه، حين قال له ذلك، فابتاع راحلتين، فاحتبسهما في داره، يعلفهما إعدادا لذلك.

عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: كان لا يخطئ رسول الله ﷺ أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار، إما بكرة، وإما عشية، حتى إذا كان اليوم الذي أذن فيه لرسول الله ﷺ في الهجرة، والخروج من مكة من بين ظهري قومه، أتانا رسول الله ﷺ بالهاجرة، في ساعة كان لا يأتي فيها.

قالت: فلما رآه أبو بكر، قال: ما جاء رسول الله ﷺ هذه الساعة إلا لأمر حدث. قالت: فلما دخل، تأخر له أبو بكر عن سريره، فجلس رسول الله ﷺ، وليس عند أبي بكر إلا أنا وأختي أسماء بنت أبي بكر، فقال رسول الله ﷺ: أخرج عني من عندك، فقال: يا رسول الله، إنما هما ابنتاي، وما ذاك؟ فداك أبي وأمي! فقال: إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة. قالت: فقال أبو بكر: الصحبة يا رسول الله، قال: الصحبة.

قالت: فو الله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح، حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ، ثم قال: يا نبي الله، إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا. فاستأجرا عبد الله بن أرقط- رجلا من بني الدئل بن بكر، وكانت أمه امرأة من بني سهم بن عمرو، وكان مشركا- يدلهما على الطريق، فدفعا إليه راحلتيهما، فكانتا عنده يرعاهما لميعادهما.

ولم يعلم، بخروج رسول الله ﷺ أحد، حين خرج، إلا علي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، وآل أبي بكر. أما علي فإن رسول الله ﷺ- فيما بلغني- أخبره بخروجه، وأمره أن يتخلف بعده بمكة، حتى يؤدي عن رسول الله ﷺ الودائع، التي كانت عنده للناس، وكان رسول الله ﷺ ليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عنده، لما يعلم من صدقه وأمانته ﷺ.

فلما أجمع رسول الله ﷺ الخروج، أتى أبا بكر ابن أبي قحافة، فخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته، ثم عمد إلى غار بثور- جبل بأسفل مكة- فدخلاه، وأمر أبو بكر ابنه عبد الله بن أبي بكر أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره، ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر، وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاره، ثم يريحها عليهما، يأتيهما إذا أمسى في الغار. وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما.

انتهى رسول الله ﷺ وأبو بكر إلى الغار ليلا، فدخل أبو بكر رضي الله عنه قبل رسول الله ﷺ، فلمس الغار، لينظر أفيه سبع أو حية، يقي رسول الله ﷺ بنفسه.

فأقام رسول الله ﷺ في الغار ثلاثا ومعه أبو بكر وجعلت قريش فيه حين فقدوه مائة ناقة، لمن يرده عليهم. وكان عبد الله بن أبي بكر يكون في قريش نهاره معهم، يسمع ما يأتمرون به، وما يقولون في شأن رسول الله ﷺ وأبي بكر، ثم يأتيهما إذا أمسى فيخبرهما الخبر. وكان عامر بن فهيرة، مولى أبي بكر رضي الله عنه، يرعى في رعيان أهل مكة، فإذا أمسى أراح عليهما غنم أبي بكر، فاحتلبا وذبحا، فإذا عبد الله بن أبي بكر غدا من عندهما إلى مكة، اتبع عامر بن فهيرة أثره بالغنم حتى يعفي عليه، حتى إذا مضت الثلاث، وسكن عنهما الناس أتاهما صاحبهما الذي استأجراه ببعيريهما وبعير له، وأتتهما أسماء بنت أبي بكر رضى الله عنهما بسفرتهما، ونسيت أن تجعل لها عصاما فلما ارتحلا ذهبت لتعلق السفرة، فإذا ليس لها عصام، فتحل نطاقها فتجعله عصاما، ثم علقتها به.

فكان يقال لأسماء بنت أبي بكر: ذات النطاق، لذلك.

قال ابن هشام: وسمعت غير واحد من أهل العلم يقول: ذات النطاقين.

وتفسيره: أنها لما أرادت أن تعلق السفرة شقت نطاقها باثنين، فعلقت السفرة بواحد، وانتطقت بالآخر.

فلما قرب أبو بكر، رضي الله عنه، الراحلتين إلى رسول الله ﷺ، قدم له أفضلهما، ثم قال: اركب، فداك أبي وأمي، فقال رسول الله ﷺ: إني لا أركب بعيرا ليس لي، قال: فهي لك يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، قال: لا، ولكن ما الثمن الذي ابتعتها به؟ قال:

كذا وكذا، قال: قد أخذتها به، قال: هي لك يا رسول الله. فركبا وانطلقا وأردف أبو بكر الصديق رضي الله عنه عامر بن فهيرة مولاه خلفه، ليخدمهما في الطريق.

فحدثت عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: لما خرج رسول الله ﷺ وأبو بكر رضي الله عنه، أتانا نفر من قريش، فيهم أبو جهل ابن هشام، فوقفوا على باب أبي بكر، فخرجت إليهم، فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر؟ قالت: قلت: لا أدري والله أين أبي؟ قالت: فرفع أبو جهل يده، وكان فاحشا خبيثا، فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي.

قالت: ثم انصرفوا. فمكثنا ثلاث ليال. وما ندري أين وجه رسول الله ﷺ.

 قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: فلما سمعنا قوله، عرفنا حيث وجه رسول الله ﷺ، وأن وجهه إلى المدينة وكانوا أربعة: رسول الله ﷺ، وأبو بكر الصديق رضي الله عنه، وعامر ابن فهيرة مولى أبي بكر، وعبد الله بن أرقط دليلهما.

قال ابن هشام: ويقال: عبد الله بن أريقط.

قالت: لما خرج رسول الله ﷺ، وخرج أبو بكر معه، احتمل أبو بكر ماله كله، ومعه خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف، فانطلق بها معه. قالت: فدخل علينا جدي أبو قحافة، وقد ذهب بصره، فقال: والله إني لا أراه قد فجعكم بماله مع نفسه. قالت: قلت:

كلا يا أبت! إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا. قالت: فأخذت أحجارا فوضعتها في كوة في البيت الذي كان أبي يضع ماله فيها، ثم وضعت عليها ثوبا، ثم أخذت بيده، فقلت: يا أبت، ضع يدك على هذا المال. قالت: فوضع يده عليه، فقال:

لا بأس، إذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا بلاغ لكم. ولا والله ما ترك لنا شيئا ولكني أردت أن أسكن الشيخ بذلك.

عبد الرحمن بن مالك بن جعشم حدثه.

عن أبيه، عن عمه سراقة بن مالك بن جعشم، قال: لما خرج رسول الله ﷺ من مكة مهاجرا إلى المدينة، جعلت قريش فيه مائة ناقة لمن رده عليهم. قال: فبينا أنا جالس في نادي قومي إذ أقبل رجل منا، حتى وقف علينا، فقال: والله لقد رأيت ركبه ثلاثة مروا علي آنفا، إني لأراهم محمدا وأصحابه، قال: فأومأت إليه بعيني: أن اسكت، ثم قلت: إنما هم بنو فلان، يبتغون ضالة لهم، قال: لعله، ثم سكت. قال: ثم مكثت قليلا، ثم قمت فدخلت بيتي، ثم أمرت بفرسي، فقيد لي إلى بطن الوادي، وأمرت بسلاحي، فأخرج لي من دبر حجرتي، ثم أخذت قداحي التي أستقسم بها، ثم انطلقت، فلبست لأمتي، ثم أخرجت قداحي، فاستقسمت بها، فخرج السهم الذي أكره «لا يضره».

قال: وكنت أرجو أن أرده على قريش، فآخذ المائة الناقة. قال: فركبت على أثره، فبينما فرسي يشتد بي عثر بي، فسقطت عنه. قال: فقلت: ما هذا؟ قال:

ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها، فخرج السهم الذي أكره «لا يضره» . قال:

فأبيت إلا أن أتبعه. قال: فركبت في أثره، فبينا فرسي يشتد بي، عثر بي، فسقطت عنه. قال: فقلت: ما هذا؟، قال: ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره «لا يضره» ، قال: فأبيت إلا أن أتبعه، فركبت في أثره.

فلما بدا لي القوم ورأيتهم، عثر بي فرسي، فذهبت يداه في الأرض، وسقطت عنه، ثم انتزع يديه من الأرض، وتبعهما دخان كالإعصار. قال: فعرفت حين رأيت ذلك أنه قد منع مني، وأنه ظاهر. قال: فناديت القوم: فقلت: أنا سراقة بن جعشم: انظرونى أكلمكم، فو الله لا أريبكم، ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه. قال: فقال رسول الله ﷺ لأبي بكر: قل له: وما تبتغي منا؟ قال: فقال ذلك أبو بكر، قال: قلت: تكتب لي كتابا يكون آية بيني وبينك. قال: اكتب له يا أبا بكر.

فكتب لي كتابا في عظم، أو في رقعة، أو في خزفة، ثم ألقاه إلي، فأخذته، فجعلته في كنانتي، ثم رجعت، فسكت فلم أذكر شيئا مما كان حتى إذا كان فتح مكة على رسول الله ﷺ، وفرغ من حنين والطائف، خرجت ومعي الكتاب لألقاه، فلقيته بالجعرانة. قال: فدخلت في كتيبة من خيل الأنصار. قال: فجعلوا يقرعونني بالرماح ويقولون: إليك (إليك) ، ماذا تريد؟ قال: فدنوت من رسول الله ﷺ وهو على ناقته، والله لكأني أنظر إلى ساقه في غرزه كأنها جمارة. قال: فرفعت يدي بالكتاب، ثم قلت: يا رسول الله، هذا كتابك (لي)، أنا سراقة بن جعشم، قال: فقال رسول الله ﷺ: يوم وفاء وبر، ادنه. قال:

فدنوت منه، فأسلمت. ثم تذكرت شيئا أسأل رسول الله ﷺ عنه فما أذكره، إلا أني قلت: يا رسول الله، الضالة من الإبل تغشى حياضي، وقد ملأتها لإبلي، هل لي من أجر في أن أسقيها؟ قال: نعم، في كل ذات كبد حرى أجر. قال: ثم رجعت إلى قومي، فسقت إلى رسول الله ﷺ صدقتي.

فلما خرج بهما دليلهما عبد الله بن أرقط، سلك بهما أسفل مكة، ثم مضى بهما على الساحل، حتى عارض الطريق أسفل من عسفان، ثم سلك بهما على أسفل أمج، ثم استجاز بهما، حتى عارض بهما الطريق، بعد أن أجاز قديدا، ثم أجاز بهما من مكانه ذلك، فسلك بهما الخرار، ثم سلك بهما ثنية المرة، ثم سلك بهما لقفا.

قال ابن إسحاق: ثم أجاز بهما مدلجة لقف ثم استبطن بهما مدلجة محاج- ويقال: مجاج، فيما قال ابن هشام- ثم سلك بهما مرجح محاج، ثم تبطن بهما مرجح من ذي الغضوين- قال ابن هشام: ويقال: العضوين- ثم بطن ذي كشر، ثم أخذ بهما على الجداجد، ثم على الأجرد، ثم سلك بهما ذا سلم، من بطن أعداء مدلجة تعهن، ثم على العبابيد. قال ابن هشام:

ويقال: العبابيب، ويقال: العثيانة. يريد: العبابيب-.

قال ابن إسحاق: ثم أجاز بهما الفاجة، ويقال: القاحة، فيما قال ابن هشام. قال ابن هشام: ثم هبط بهما العرج، وقد أبطأ عليهما بعض ظهرهم، فحمل رسول الله ﷺ رجل من أسلم، يقال له: أوس بن حجر، على جمل له- يقال له: ابن الرداء- إلى المدينة، وبعث معه غلاما له، يقال له: مسعود بن هنيدة، ثم خرج بهما دليلهما من العرج، فسلك بهما ثنية العائر، عن يمين ركوبة- ويقال. ثنية الغائر، فيما قال ابن هشام- حتى هبط بهما بطن رئم، ثم قدم بهما قباء، على بني عمرو بن عوف، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول يوم الاثنين، حين اشتد الضحاء، وكادت الشمس تعتدل. [السيرة النبوية لابن هشام 1/ 482 – 492]

الدروس المستفادة

الدروس المستفادة من هذا الحدث

  • البذل والتضحية بكل شيء في سبيل الدين، فهذه علامة الصادقين وسمت المحسنين، الإسلام دينٌ يقوم على البذل والعطاء، والتّضحية والفِداء، وتحمّل الشّدائد والعقبات، وكلّ ذلك ثمنٌ لجنّةٍ عرضها الأرض والسّماوات، قال تعالى:

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا}

[البقرة: 214].

  • مكانة الصديق، فهو أعلى الناس مكانة بعد الأنبياء والمرسلين إذ هو: -
  • أهمية الأخذ بالأسباب وخطورة التواكل الأخذ بالأسباب مع حسن التخطيط والإعداد، فهذا من أهم عوامل النجاح، والأخذ بالأسباب يكون أولاً، ثم يكون صدق التوكل والاعتماد على الله عز وجل، والطاعن في الأسباب طعن في الشرع، وتعلق القلب بالأسباب شرك؛ فخذ بالأسباب ولا يتعلق قلبك بها؛ وإنما ليتعلق قلبك بالملك الوهاب، هكذا خطط رسول الله ﷺ للهجرة، ثم حين وقف المشركون على باب الغار فوَّض الأمر إلى الله عز وجل وقال: «إن الله معنا» فحفظه الله ودافع عنه.
  •  صاحب الرسول في الغار.
  • الفائز بمعية الله له وللنبي ﷺ إذ يقول تعالى

{إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ﴾

وقال له النبي ﷺ ﷺ

[اثنين الله ثالثه].

  • أهمية الأخذ بالأسباب وخطورة التواكل الأخذ بالأسباب مع حسن التخطيط والإعداد، فهذا من أهم عوامل النجاح، والأخذ بالأسباب يكون أولاً، ثم يكون صدق التوكل والاعتماد على الله عز وجل، والطاعن في الأسباب طعن في الشرع، وتعلق القلب بالأسباب شرك؛ فخذ بالأسباب ولا يتعلق قلبك بها؛ وإنما ليتعلق قلبك بالملك الوهاب، هكذا خطط رسول الله ﷺ للهجرة، ثم حين وقف المشركون على باب الغار فوَّض الأمر إلى الله عز وجل وقال: «إن الله معنا» فحفظه الله ودافع عنه.