﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

غزوة دومة الجندل

الخميس 16 ربيع الأوّل 1446, الخميس 19 سبتمبر 2024

قال ابن إسحاق: ثم انصرف رسول الله ﷺ إلى المدينة، فأقام من مقدم رسول الله ﷺ بها أشهرا حتى مضى ذو الحجة وولي تلك الحجة المشركون وهي سنة أربع ثم غزا رسول الله ﷺ دومة الجندل

قال ابن هشام: في شهر ربيع الأول، واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري. قال ابن إسحاق: ثم رجع رسول الله ﷺ قبل أن يصل إليها، ولم يلق كيدا، فأقام بالمدينة بقية سنته. [السيرة النبوية لابن هشام 2/213]

الدروس المستفادة

الدروس المستفادة من هذا الحدث

 كان رسول الله ﷺ يعتمل منهج المبادأة لكسر هيبة ونفوذ الأعداء، وقد خرج لملاقاتهم لوقف شرهم مبكرًا، واستطاع إيصال الدعوة لحدود الشام، وكانت باكورة الفتوحات الإسلامية بآسيا وغيرها من البقاع.

بيان مصداق قوله ﷺ: (ونصرت بالرعب مسيرة شهر)، إذ بمجرد أن علم الظلمة بخروج النبي ﷺ إليهم حتى تفرقوا منهزمين والمسافة مسافة شهر.

مشروعية أخذ الغنائم في الإسلام وحلِّيتها لهذه الأمة المجاهدة، المقيمة للعدل، الناشرة للهدى والخير بين من تظلهم تحت راية الإسلام.

رغم كون الجهاد والقتال عملية تزهق فيها الأرواح وتجرح الأبدان، ويقصد فيها إلحاق أنواع الأذى بالأعداء، فإن رسول الله ﷺ شرع لأمته آدابا يتحلون بها في جهادهم وحروبهم مع أعدائهم، ومن ثم أوصى النبي ﷺ عبد الرحمن بن عوف قائلا:

(اغزُ باسم الله، وفي سبيل الله، فقاتل من كفر بالله، لا تغل، ولا تغدر، ولا تقتل وليدا).