﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

سرية زيد بن حارثة إلى العيص

الخميس 16 ربيع الأوّل 1446, الخميس 19 سبتمبر 2024

خرج زيد بن حارثة في جمادى الأولى إلى العِيص.

قال: وفيها أخذت الأموال التي كانت مع أبي العاص بن الربيع، فاستجار بزينب بنت رسول الله ﷺ فأجارته.

وقد ذكر ابن إسحاق قصته حين أخذت العير التي كانت معه وقتل أصحابه وفر هو من بينهم حتى قدم المدينة، وكانت امرأته زينب بنت رسول الله ﷺ قد هاجرت بعد بدر، فلما جاء المدينة استجار بها فأجارته بعد صلاة الصبح، فأجاره لها رسول الله ﷺ وأمر الناس برد ما أخذوا من عيره، فردوا كل شئ كانوا أخذوه منه حتى لم يفقد منه شيئا، فلما رجع بها إلى مكة وأدى إلى أهلها ما كان لهم معه من الودائع أسلم، وخرج من مكة راجعا إلى المدينة، فرد عليه رسول الله ﷺ زوجته بالنكاح الأول ولم يحدث نكاحا ولا عقدا كما تقدم بيان ذلك.

وكان بين إسلامه وهجرتها ست سنين، ويروى سنتين. وقد بينا أنه لا منافاة بين الروايتين، وأن إسلامه تأخر عن وقت تحريم المؤمنات على الكفار بسنتين، وكان إسلامه في سنة ثمان في سنة الفتح لا كما تقدم في كلام الواقدي من أنه سنة ست. [السيرة النبوية لابن كثير 3/339]

الدروس المستفادة

الدروس المستفادة من هذا الحدث

كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يعلم أنه أرسل في طلب قافلة يقودها صهره أبو العاص بن الربيع، زوج ابنته زينب، وكان ذا قربى منه لجهة زوجته الأولى فهو والد علي بن أبي العاص، أمه هالة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد.

ورغم ذلك أرسل حتى أمكنه الله من قافلة قريش، ثم استأذن أصحابه بردها بعد أن علمت قريش بتمكن المسلمين، وكان صلى الله عليه وسلم يعلم متى يسامح ومتى يجازي الشر بالشر، وكان في علمه أن أبا العاص رجل أمين وقد أسلم بالفعل بعدها بأيام وقبل فتح مكة.