﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

صلاة الله تعالى عليه ﷺ

الأحد 15 جمادى الأولى 1443, الأحد 19 ديسمبر 2021

ومن خواص التكريم صلاة الله سبحانه وتعالى وملائكته عليه ﷺ.

قال الله تعالى:

{إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ ۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

(4).

 قال البخاري: قال أبو العالية: صلاة الله تعالى ثناؤه عليه عند الملائكة. وصلاة الملائكة الدعاء.

 وعن سفيان الثوري وغير واحد من أهل العلم قالوا: صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار.

______________________

4. سورة الأحزاب، الآية (56).



والمقصود من هذه الآية: أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى، بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه. ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين: العلوي والسفلي جميعاً (1).

 وجاء في تفسير الظلال:

"يا لها من مرتبة سنية، حيث تردد جنبات الوجود ثناء الله على نبيه، ويشرق به الكون كله، وتتجاوب به أرجاؤه. ويثبت في كيان الوجود ذلك الثناء الأزلي القديم الأبدي الباقي، وما من نعمة ولا تكريم بعد هذه النعمة وهذا التكريم.

 وأين تذهب صلاة البشر وتسليمهم بعد صلاة الله العلي وتسليمه، وصلاة الملائكة في الملأ الأعلى وتسليمهم!! إنما يشاء الله تشريف المؤمنين بأن يقرن صلاتهم إلى صلاته وتسليمهم إلى تسليمه، وأن يصلهم عن هذا الطريق بالأفق العلوي الكريم الأزلي القديم".

 وإذا كان الأمر كذلك، فمن واجب المسلم أن يسارع إلى تلبية النداء الإلهي في هذه الآية الكريمة فيكثر من الصلاة على النبي ﷺ. وهو بذلك يمتثل الأمر الكريم، ويشارك الملأ الأعلى في صلاتهم هذه.

 ومن فعل ذلك فله الأجر المضاعف عند الله سبحانه. فقد أخرج مسلم  أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: 

(مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا)

(2).

 وهذا الأجر على ذلك من جملة تكريم الله سبحانه وتعالى لرسوله ﷺ.

______________________

1. تفسير ابن كثير عند الآية الكريمة.

2. أخرجه مسلم برقم (408).



مواد ذات صلة