﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

وجوب محبته ﷺ على أمته

الأحد 15 جمادى الأولى 1443, الأحد 19 ديسمبر 2021

ومن خصائص تكريمه ﷺ وجوب محبته على أمته (1).

إن محبته ﷺ فرض في هذا الدين العظيم، ذلك أنه سبحانه وتعالى أراد أن تكون العلاقة بين هذه الأمة وبين نبيها قائمة على الحب، حب التوقير والاحترام، وهذا ما يجعلهم يتأسون به بعامل هذا الحب لا بعامل الإلزام، فيكون ابتاعهم له عن رغبة وشوق (2).

 وقد جاءت الأحاديث الكثيرة تشرح هذا الأمر وتبينه ، نقتصر منها على:

أخرج الشيخان وغيرهما من حديث عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: 

(لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)

(3).

 وأخرج البخاري والنسائي من حديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: 

(قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ)

(4).

 وأخرج البخاري عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ: 

كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ) فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْآنَ يَا عُمَرُ)

(5)

______________________

1. غاية السول ص 176، وتهذيب الخصائص الكبرى ص 431.

2. انظر هذا الموضوع بالتفصيل في كتاب "من معين الشمائل" للمؤلف ص 484 - 497.

3. متفق عليه (خ 15، م 44).

4. أخرجه البخاري برقم (14) والنسائي برقم (5030).

5. أخرجه البخاري برقم (6632).



أنها لدلالة واضحة على تكريم هذا النبي أن تكون صلة أمته به عن طريق الحب.

وإنها لدرجة عظيمة تمنح لهذه الأمة فيقال لها: (أنت مع من أحببت) (1) وما ذلك إلا الفضل من الله تعالى.

______________________

1. متفق عليه من حديث أنس (خ 3688، م 2639) وأبي موسى (خ 6170، م 2641).


مواد ذات صلة