﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

إدعاء مسيلمة النبوة

الخميس 16 ربيع الأوّل 1446, الخميس 19 سبتمبر 2024

قال ابن إسحاق: وقد كان تكلم في عهد رسول الله ﷺ الكذابان مسيلمة بن حبيب باليمامة في بني حنيفة، والأسود بن كعب العنسي بصنعاء.

(رؤيا الرسول فيهما) :

قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عطاء بن يسار أو أخيه سليمان بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله ﷺ وهو يخطب الناس على منبره، وهو يقول: أيها الناس، إني قد رأيت ليلة القدر، ثم أنسيتها، ورأيت في ذراعي سوارين من ذهب، فكرهتهما، فنفختهما فطارا، فأولتهما هذين الكذابين: صاحب اليمن، وصاحب اليمامة.

(حديث الرسول عن الدجالين) :

قال ابن إسحاق: وحدثني من لا أتهم عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالا، كلهم يدعي النبوة.

كتاب مسيلمة إلى رسول الله والجواب عنه

وقد كان مسيلمة بن حبيب، قد كتب إلى رسول الله ﷺ:

من مسيلمة رسول الله، إلى محمد رسول الله: سلام عليك، أما بعد، فإني قد أشركت في الأمر معك، وإن لنا نصف الأرض، ولقريش نصف الأرض، ولكن قريشا قوم يعتدون.

فقدم عليه رسولان له بهذا الكتاب.

قال ابن إسحاق: فحدثني شيخ من أشجع، عن سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي، عن أبيه نعيم، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول لهما حين قرأ كتابه: فما تقولان أنتما؟ قالا: نقول كما قال، فقال: أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما. ثم كتب إلى مسيلمة: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله، إلى مسيلمة الكذاب: السلام على من اتبع الهدى. أما بعد، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين. وذلك في آخر سنة عشر. [السيرة النبوية لابن هشام 2/599- 601]

الدروس المستفادة

الدروس المستفادة من هذا الحدث

  • محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين، ولا معصوم بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى.
  • لا جَرَم أنَّ شرَّ الدوابِّ عند الله الصُّمُّ البُكْمُ الذين لا يعقلون، ولا جَرَم أنَّ شرَّ هؤلاء إجرامًا هم المتنبِّئون،

﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾

[الأنعام: 93]