﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

بنيان الكعبة وقضية التحكيم

الإثنين 13 ربيع الأوّل 1446, الاثنين 16 سبتمبر 2024

انهدم البيت فبنته قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ رجل شاب.

فلما أرادوا أن يرفعوا الحجر الاسود اختصموا فيه فقالوا: نحكم بيننا أول رجل يخرج من هذه السكة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من خرج عليهم من باب بني شيبة فقالوا: أتاكم الأمين. فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه وأمر كل فخذ أن يأخذوا بطائفة من الثوب فرفعوه -أخرج سيد كل قبيلة فأعطاه ناحية من الثوب فرفعته جميع القبائل-، وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه.

وإنما حمل قريشا على بنائها أن السيول كانت تأتي من فوقها، من فوق الردم الذى صفوه فخربه، فخافوا أن يدخلها الماء.

وكان رجل يقال له مليح سرق طيب الكعبة.

فأرادوا أن يشيدوا بنيانها وأن يرفعوا بابها حتى لا يدخلها إلا من شاءوا.

فأعدوا لذلك نفقة وعمالا، ثم غدوا إليها ليهدموها على شفق وحذر أن يمنعهم [الله] الذي أرادوا.

فكان أول رجل طلعها وهدم منها شيئا الوليد بن المغيرة، فلما رأوا الذي فعل الوليد تتابعوا فوضعوها. [السيرة النبوية لابن كثير 1/273 – 275].

الدروس المستفادة

الدروس المستفادة من هذا الحدث

  • عظمة البيت الحرام، ومكانته في سائر الأمم إذ هو أول بيت وضع للناس،

{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ}

فهي علامة على بقاء الدين

{جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس....}

  • الحفاظ على عورة الإنسان ألا يراها أحد ولو كانوا رجالا مثله، فهذا من المروءة.
  • مشاكل كثيرة في المجتمعات ويسن الناس، حلها الشهادة بحسن الخلق من الآخرين، وقبولهم لك بالتحكيم.
  • من العمل للدين التعامل مع المجتمع الذي يعيش فيه المسلم، من خلال المشاركة في أمور الخير المتنوعة ودفع الشرور، ورفع الظلم عن الناس، كل هذا من العمل للدين.
  • مشاركة الناس في أفراحهم وأحزانهم خاصة، لها أثر طيب في نفوسهم، إلا إذا كانت تشتمل على بعض المنكرات.
  • لا ينقاد الناس إلا للأذكياء النجباء، فهم الذين بصفاتهم تتهيأ لهم استجابة الناس ورضاهم بحكمهم وقبول رأيهم.