﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ

الإثنين 13 ربيع الأوّل 1446, الاثنين 16 سبتمبر 2024

أكرمه جده عبد المطلب بعد أمه، فعن نافع، عن ابن جبير قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون مع أمه آمنة بنت وهب، فلما توفيت قبضه إليه جده عبد المطلب وضمه ورق عليه رقة لم يرقها على ولده، وكان يقر به منه ويدنيه، ويدخل عليه إذا خلا وإذا نام.

وكان يجلس على فراشه فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك: دعوا ابني إنه يؤسس ملكا.

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جده عبد المطلب ابن هاشم، وكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة، فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له، قال:

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام جفر، حتى يجلس عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه، فيقول عبد المطلب، إذا رأى ذلك منهم: دعوا ابني، فو الله إن له لشأنا، ثم يجلسه معه على الفراش، ويمسح ظهره بيده، ويسره ما يراه يصنع.

وقال عبد المطلب لأم أيمن - وكانت تحضنه -: يا بركة لا تغفلي عن ابني، فإني وجدته مع غلمان قريب من السدرة، وإن أهل الكتاب يزعمون أن ابني نبي هذه الأمة.

وكان عبد المطلب لا يأكل طعاما إلا يقول: عليّ بابني، فيؤتى به إليه. [السيرة النبوية لابن هشام 1/ 168، السيرة النبوية لابن كثير 1/240].

الدروس المستفادة

الدروس المستفادة من هذا الحدث

  • خير من يتولى أمورك بعد الله هم أقاربك، فعود أولادك على حبهم، وحثهم على صلتهم، فإن توفاك الله، كانوا خلفا لك معهم، وتواصلوا حتى يبلغوا أشدهم.
  • علاقة عبد الله ومكانة آمنة في قلوب الناس جعلت للنبي - -مكانة عالية فكان هذا من دواعي التسارع لكفالته، فكن على حسن اتصال بأقاربك، ليكونوا على اتصال بأولادك بعد وفاتك.
  • يامن تتعرض لمشاكل في حياتك ويامن تحدث لك عواقب، لا تيأس فنبيك توفى أبوه وتوفيت أمه وجده وكان يتيما، ومع كل هذا كان أفضل الناس وأنجحهم.
  • التربية على التعود على النفس، وعد م الاتكال على الغير من أهم الأسباب في تعلمك صدق التوكل، وخلع الأسباب من قلبك، ولا يدخل قلبك إلا الله إذ هو من يؤويك ويحبك، فكان الرسول يتيما كي لا يعتمد على أي أحد من صغره، فيكون على اتصال بالله وثيق، وقرب منه حقيق.
  • إذا اشتدت الأزمات وقويت الكروب، فإنها تصنع رجلا يتحمل وعقلا يفكر، وإنه لدليل على قرب الانفراج.
  • شاء الله تعالى لعبده وأحب خلقه إليه اليتم والفقر ليكون على يديه فيما بعد هداية الإنسانية وشفائها من آلامها المادية كاليتم والفقر، والمعنوية التي تتمثل بالضلال والتيه. ولهذا كان التوجيه الرباني له على ضوء عطائه له

{أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}