قالوا: وكان يستشفى ببوله ودمه ﷺ (1).
واستدلوا لذلك:
1- أخرج الحسن بن سفيان في مسنده، وأبو يعلى والحاكم والدارقطني وأبو نعيم عن أم أيمن قالت: قام النبي ﷺ من الليل إلى فخارة في جانب البيت فبال فيها، فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها وأنا لا أشعر، فلما أصبح النبي ﷺ قال: (يا أم أيمن قومي فأهريقي ما في تلك الفخارة) فقلت: قد والله شربت ما فيها. قالت: فضحك رسول الله ﷺ حتى بدت نواجذه ثم قال: (أما والله بيجعن (2) بطنك أبداً) (3).
وقد ضعف صاحب مطالب أولي النهى هذا الحديث (4).
وقال في مجمع الزوائد: رواه الطبراني، وفيه أبو مالك النخعي، وهو ضعيف (5).
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير: أبو مالك ضعيف ونبيح لم يلق أم أيمن (6).
وبهذا فالحديث لا يصلح لإثبات خصوصية؟!.
______________________
1. غاية السول ص 277.
2. أي لا يصيب بطنك وجع.
3. المواهب اللدنية 2/ 317.
4. مطالب أولي النهى 5/ 40.
5. أخرجه مجمع الزوائد برقم (14015).
6. عن حاشية غاية السول ص 277.
ثم إن الحافظ ابن حجر أورد القصة في ترجمة أم أيمن مولاة النبي ﷺ وحاضنته واسمها بركة، كما أوردها في ترجمة أم أيمن الحبشية خادم أم حبيبة واسمها بركة أيضاً. قال: وهذا يحتمل أن تكون قصة أخرى. فجعلهما قصتين (1).
وذكر عبدالرزاق مثل قصة أم أيمن عن امرأة يقال لها بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة.. فقال لها النبي ﷺ: (صحة يا أم يوسف) (2).
وقد ضعف الشيخ الألباني الزيادة في هذه الرواية وهي (صحة) (3).
وهذا يدل على اضطراب القصة: وإذا كانت القصة متكررة - كما ذهب إليه بعضهم - فكيف وقعن جميعاً في الخطأ نفسه؟!.
والصواب في هذه القصة هو ما أخرجه أبو داود عن حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة، عن أمها: أنها قالت: كان النبي ﷺ قدح من عيدان تحت سريره يبول فيه بالليل (4).
وليس في الحديث تلك الزيادات.
______________________
1. الإصابة 8/ 213.
2. الخصائص الكبرى 1/ 122.
3. سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم (1182).
4. أخرجه أبو داود برقم (24).