جاء في الخصائص الكبرى للسيوطي:
"باب اختصاصه صلى الله عليه وسلم بما سمي به من أسماء الله تعالى.
قال القاضي عياض: قد خص الله نبيه صلى الله عليه وسلم بأن سماه من أسمائه بنحو من ثلاثين اسماً، وهي: الأكرم، والأمين، والأول، والآخر، والبشير، والجبار، والحق، والخبير، وذو القوة، والرؤوف، والرحيم، والشهيد، والشكور، والصادق، والعظيم، والعفو، والعالم، والعزيز، والفاتح، والكريم، والمبين، والمؤمن، والمهيمن، والمقدس، والمولى، والولي، والنور، والهادي وطه، ويس.
قلت - أي السيوطي-: قد وقع لنا عدة أسماء أخر زيادة على ذلك، وهي: الأحد، والأصدق، والأحسن، والأجود، والأعلى، والآمر، والناهي، والباطن، والبر، والبرهان، والحاشر، والحافظ، والحفيظ، والحسيب، والحكيم، والحليم، والحي، والخليفة، والداعي، والرافع، والواضع، ورفيع الدرجات، والسلام، والسيد، والشاكر، والصابر، والصاحب، والطيب، والطاهر، والعدل، والعلي، والغالب، والغفور، والغني، والقائم، والقريب، والماجد، والمعطي والناسخ، والناشر، والوفي، وحم، ونون" انتهى (1).
هذا ما جاء في هذا الباب دون ذكر أي دليل لهذه الخصوصية المدعاة.
والناظر في هذه الأسماء يرى أن بعضها مما لا يصح أن يكون اسماً له صلى الله عليه وسلم لأنه من الأوصاف التي لا تليق إلا بالله تعالى مثل: الجبار، والأحد، والباطن..
وفي وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بها أو تسميته بها جرأة كبيرة، ومخالفة لقواعد هذه الدين، الذي جاء بالوحدانية لله سبحانه وتعالى وهي أولى قواعده.
قال الزرقاني في شرحه على المواهب: "نقل الغزالي - وأقره في الفتح - على أنه لا يجوز لنا أن نسميه صلى الله عليه وسلم باسم لم يسمه به أبوه، ولا سمى به نفسه اهـ. أي لا يجوز أن نخترع له علماً، وإن دل على صفة كمال، فلو جوزنا ما لم يرد به سماع لربما وصف بأوصاف تليق بالله دونه، على سبيل الغفلة، فيقع الواصف في محظور، وهو لا يشعر" (2).
هذا هو الصواب، فينبغي الوقوف عند ما ورد به النص.
______________________
1. الخصائص الكبرى 1/ 33 - 134.
2. شرح الزرقاني على المواهب 3/ 119.
ثم إن خصوصية من هذا النوع، لا تقبل بغير دليل، فأين الدليل، أو شبهة الدليل؟!.