أول من جهر بالقرآن:
حدث ما حدث من الفتنة والتعذيب والرسول صلى الله عليه وسلم ما يزال يغشى الناس في مجالسهم يدعو ويذكر، وكان يصلي عند الكعبة رافعاً صوته بالقرآن، ولكن قريشاً وضعت حوله سوراً منيعاً، فلم يكن يجرؤ أحد أن يستمع إليه خشية مما يصيبه من أذى قريش. حيث يعد ذلك خروجاً على اللات والعزى وكفراً بآلهة قريش والويل لمن يفعل ذلك.
قال ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جهر بالقرآن - وهو يصلي - تفرقوا عنه وأبوا أن يستمعوا منه، وكان الرجل إذا أراد أن يسمع من رسول الله بعض ما يتلو، وهو يصلي، استرق السمع دونهم فرقاً منهم. فإن رأى أنهم قد عرفوا أنه يستمع ذهب خشية أذاهم فلم يستمع (1).
وقد أدرك الصحابة هذا، ورأوا من واجبهم أن يسمعوا قريشاً هذا القرآن، إسهاماً منهم في نشر الدعوة وأخذاً لدورهم في تحمل أعبائها.
عن عروة بن الزبير عن أبيه قال: اجتمع يوماً أصحاب رسول الله وقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يُجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهموه؟ فقال عبد الله بن مسعود: أنا، قالوا: إنا نخشاهم عليك إنما نريد رجلاً له عشيرة يمنعونه من القوم إن أرادوه. قال: دعوني فإن الله سيمنعني. قال: فغدا ابن مسعود حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، حتى قام عند المقام ثم قرأ: {بسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ} رافعاً بها صوته {ٱلرَّحْمَٰنُ عَلَّمَ ٱلْقُرْءَانَ} قال ثم استقبلها يقرؤها. قال: فتأملوه، فجعلوا يقولون: ماذا قال ابن أم عبد؟ ثم قالوا: إنه ليتلو بعض ما جاء به محمد، فقاموا إليه فجعلوا يضربون في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه، وقد أثروا في وجهه، فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك. فقال: ما كان أعداء الله أهون علي منهم الآن. ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غداً، قالوا: لا، حسبك، قد أسمعتهم ما يكرهون. فكان عبدالله بن مسعود أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سورة الرحمن: الآيتان 1-2.
ابن هشام 1/ 314.
وهكذا بدأ طور جديد من الدعوة فقد بدأ الصحابة يرون مساس الضرورة في أن يأخذ كل مكانه في عملية التبليغ مهما كلف ذلك من مشقة وعذاب.
ونستطيع أن نقول: إن ما قام به عبد الله بن مسعود هو أولى العمليات الإيجابية التي تُعد تحدياً لقريش، فقد انتهى دور الخفاء - أو أوشك - وأنهى دور الفتنة فقد تعلم الصحابة الصبر عليها، ولا بد من اقتحام معاقل القوم وإسماعهم كلمات الحق من تلاميذ الدعوة وحملتها.
ولا بد هنا من الوقوف على كلمات عبد الله: "ما كان أعداء الله أهون علي منهم الآن، ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غداً. .".
إنه درس من دروس التجربة، فكثيراً ما يكون الوهم من الخوف أكبر من الخوف نفسه وكثيراً ما يكون الخوف - وهو الهالة الكبيرة التي تسبق ما يحذره الإنسان - مضخماً مرات ومرات بفعل الإرهاب والدعاية. فإذا كسر هذا الوهم مرة هان ما بعدها وهذا ما أكده عبد الله بقوله بعد التجربة، وهو ذو الجسم النحيل والقد القصير وهو يقابل الطغاة من أهل مكة في أنديتهم (2).
قريش والقرآن:
كان للكلمة أثرها في حياة العرب. وما الأسواق التي كانت تقام فتلقى فيها القصائد والخطب إلا تغبير عن هذا الأثر. ونبوغ شاعر في قبيلة يعد مناسبة طيبة تقام الأفراح من أجلها وتهنأ القبيلة عليها من القبائل الأخرى ولقد كان البيت من الشعر قادراً على أن يرفع قبيلة ويخفض أخرى. وقد رأينا بعض الشعراء يسجد للبيت من الشعر يأخذ عليه لبه.
وقد كان الوسيلة الأولى في أداء الدعوة من قبله صلى الله عليه وسلم هي إيصال القرآن إلى أسماع القوم. ولا شك أنهم سمعوا بعض آياته فعرفوا خطرها وأثرها - وهم أرباب اللغة-. وعرفوا أنهم ليسوا أمام فلسفة القوم وصياغة الكلام. ولكنهم أمام كلام معجز ليس من صنع البشر، فيه إعجاز اللغة وإعجاز الفكر ولبان الحقائق الكبرى في هذا الكون. وأحسوا أن سماع هذا القرآن خطر على جاهليتهم وأوثانها وعلى زعاماتهم. . .
وكان لا بد من اتخاذ موقف مبكر من هذا القرآن. وقد قص علينا القرآن قراراتهم بهذا الصدد.
{وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِىٓ أَكِنَّةٍۢ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ وَفِىٓ ءَاذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنۢ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَٱعْمَلْ إِنَّنَاعَٰمِلُونَ}
سورة فصلت: الآية 5.
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ وَٱلْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}
سورة فصلت: الآية 26.
كانت هذه قراراتهم. وقد روقب تنفيذها بيقظة تامة. وقد رأينا في رواية ابن عباس السابقة كيف كان بعضهم يحاول استراق السمع أثناء صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رأى أنه عُلم مكانه توارى عن الأنظار.
إن أفراد قريش جميعاً كانوا على رغبة في السماع، الكبير منهم والصغير ولكن الذي يمنعهم هو الخوف. الأفراد يخافون السادة. والسادة يخافون أن يراهم الأفراد. ويخشى بعضهم من بعض.
خرج أبو سفيان وأبو جهل والأخنس بن شريق ليلة ليستمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي من الليل في بيته. فأخذ كل رجل منهم مجلساً يستمع فيه - وكلٌ لا يعلم بمكان صاحبه - فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق فتلاوموا، وقال بعضهم لبعض: لا تعودوا، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثانية، عاد كل رجل منهم إلى مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق. فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ثم انصرفوا. حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض: لا نبرح حتى نتعاهد ألا نعود فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا (3).
هؤلاء هم السادة الذين يقودون الحملة ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذين يمنعون الناس من سماعه أو الجلوس إليه، إن القرآن يلوي أعناقهم المرة تلو المرة ليقفوا حول بيت رسول الله ليلاً ليسمعوا كلام الله. ما يمنعهم من ذلك فيما بعد إذا تعاقدهم.
إنهم يعلمون أنه الحق، ويعلمون أن محمداً لم يعرف الكذب، ونتساءل في تعجب، ما الذي يحملهم على هذه العداوة؟ وللجواب لنا من متابعة تتمة الحادثة السابقة.
وخرج الأخنس حتى أتى أبا سفيان في بيته فقال: أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد. فقال: يا أبا ثعلبة. والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها. وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها. قال الأخنس: وأنا والذي حلفت به.
ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته فقال: يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد فقال: ما سمعت. تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف. أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا. وأعطوا فأعطينا حتى إذا تحاذينا على الركب. وكنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك مثل هذه؟ والله لا نؤمن به أبداً ولا نصدقه.
إن أبا جهل يدرك إذاً عظمة القرآن وصدق محمد ولكنه بدافع العصبية والحقد لا يريد للحق أن يعلو إذا كان ارتفاعه على غير يديه. ولذا قام هو ومن كان على شاكلته بإبعاد الناس بأسلوب أو بآخر عن سماع القرآن لما له من أثر على النفوس. وكان الإبعاد يتم تارة بإثارة الحمية للأصنام وتارة بالدفاع عن عقول الآباء والأجداد. . .
كما أن حادثة إسلام عمر - بروايتها - تدل دلالة واضحة أن الجو الذي صنعته قريش استطاع أن يمنع وصول القرآن إلى أذنيه، فلما وصلهما كان إسلامه.
إنه كلام الله تعالى. ومهمة الدعاة إيصاله إلى الأذهان.
أول خطيب دعا إلى الله تعالى:
رأينا كيف أن الصحابة أدركوا ضرورة مساهمتهم في الجهر بالدعوة وكانت الخطوة الأولى خطوة عبد الله بن مسعود.
وألح أبو بكر على رسول الله في الظهور. فقال: (يا أبا بكر إنا قليل). فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته.
وقام أبو بكر في الناس خطيباً ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسوله، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوا في نواحي المسجد ضرباً شديداً، ووطئ أبو بكر وضرب ضرباً مبرحاً، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويحرفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي بكر حتى ما يعرف وجهه من أنفه.
وجاء بنو تيم يتعادون، فأجلت المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله ولا يشكون في موته. ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة. فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلم آخر النهار فقال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه، ثم قاموا وقالوا لأمه - أم الخير -: انظري أن تطعميه شيئاً أو تسقيه إياه، فلما خلت به ألحت عليه وجعل يقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. . . فقالت: والله ما لي علم بصاحبك. فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب (4) فاسأليها عنه.
فخرجت حتى جاءت أم جميل فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله. فقالت: ما أعرف أبا بكر ولا محمداً، وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك؟ قالت نعم. فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعاً دنفاً، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت: والله إن قوماً نالوا منك لأهل فسق وكفر، وإني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم.
وقال: فما فعل رسول الله، قالت: هذه أمك تسمع، قال: فلا شيء عليك منها. قالت: سالم صالح قال: أين هو. قالت: في دار الأرقم قال: فإن لله علي أن لا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً أو آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأمهلتا حتى إذا هدأت الرجل وسكن الناس خرجتا به يتكئ عليهما حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله وأكب عليه المسلمون، ورق له رسول الله رقة شديدة.
فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي. وهذه أمرة برة بولدها وأنت مبارك فادعها إلى الله وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك من النار فدعا لها فأسلمت (5).
إن هذه الحادثة تحمل في طياتها المفاهيم الكثيرة:
- يبدو أن الظهور الذي ألح عليه أبو بكر هو الخروج إلى المسجد ومباشرة الدعوة مع رسول الله - كما قدمنا - وما الإيذاء الذي نال أبا بكر إلا رد الفعل لدى قريش التي شعرت أنها انتقلت من موضع الهجوم إلى موضع الدفاع فلم يعد رسول الله وحده هو الذي يسمع صوته بل بدأت تسمع أصوات أتباعه.
- حب أبي بكر للرسول صلى الله عليه وسلم ذلك الحب الذي لا تتحدث عنه لغة الحروف. إنه في شدة البلاء ماذا فعل رسول الله. إنه يفعل ذلك قبل أن يسأل عن نفسه وقبل أن يتفحص جسده وما ألم به. وبعد ذلك لا يهدأ حتى يراه ويطمئن عليه.
- ونعجب لذلك الفهم الحركي الدقيق لدى أم جميل. إنها تتجاهل معرفة محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ثم تقوم بلفتة رائعة، على أساس من فعل الخير، فتذهب مع أم الخير. .
ويسألها أبو بكر فتقول له: هذه أمك تسمع؟ إنها تستغرب سؤاله أمامها، ولكنه يطمئنها.
- وسؤال أبي بكر عن مكان وجود الرسول صلى الله عليه وسلم - وهو الرجل الذي قلما يفارقه - يعني أن هناك أكثر من مركز يلتقي به المؤمنون سراً، ويكون تحديد اللقاء في أحدهما آنيا، وإلا فكيف تعرف أم جميل المكان ويجهله أبو بكر وهو لم يغب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا يوماً واحداً.
قريش في مفاوضة عجيبة:
وسارت خُطا الإيمان ثابتة - وإن كانت وتيدة - لم تفلح في إعاقتها وسائل التعذيب والتنكيل. ولم تفلح كذلك الوسائل النفسية من سخرية واستهزاء، وشعرت قريش أنها فشلت، فهذا محمد يروح ويغدو ويجلس إلى الناس ويسمعهم دعوته، وها هم أتباعه يأخذون دورهم في تبليغ دعوتهم.
وكانت إمكانات أبي جهل كبيرة في الصد عن سبيل الله. . . فما أن يسمع برجل قد أسلم حتى يأتيه:
- فإن كان الرجل ذا شرف ومنعة آتيه وخزاه وقال: تركت دين أبيك وهو خير منك. لنسفهن حلمك ولنقلين رأيك ولنضعن شرفك
- وإن كان تاجراً قال: والله لنكسدن تجارتك ولنهلكنَّ مالك.
- وإن كان ضعيفاً ضربه وأغرى به (6).
إنها خبرة كبيرة في إتيان كل إنسان من جهة ضعفه. تماماً كما يصنع علم النفس حينما وضع في خدمة الإجرام ومحاربة الناس. ولكن الخرق بدأ يتسع فها هو الوليد بن المغيرة يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقرأ عليه القرآن. فكأنه رق له، وبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً. قال: لم؟ قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمداً لتعرض ما قبله. قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً. قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر له. . . (7).
وكان على قريش - وأبو جهل يقودها - أن تتخذ موقفاً قبل استفحال الأمور. فإنها تسير في غير صالحها.
وبعد تفكير وتدبير، مشت قريش إلى أبي طالب بعمارة بن الوليد بن المغيرة. فقالوا: يا أبا طالب، هذا عمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش وأجمله، فخذه فلك عقله ونصره، واتخذه ولداً فهو لك، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذي قد خالف دينك ودين آبائك، وفرق جماعة قومك وسفه أحلامهم، فنقتله، فإنما هو رجل برجل.
فقال: والله لبئس ما تسومونني، أتعطوني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه؟ هذا والله لا يكون أبدا؟.
فقال: المطعم بن عدي: والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك وجهدوا على التخلص مما تكرهه، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئاً.
فقال أبو طالب للمطعم: والله ما أنصفوني ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم علي فاصنع ما بدا لك (8).
ويستغرب المرء من هذه المفاوضة العجيبة، ويستغرب كيف أضحى تفكير تلك العقول، إسفافها إسفافاً لا مثيل له.
وأحس أبو طالب أن لا بد من عمل يقوم به - حين رأى قريشاً يصنعون ما يصنعون - فدعا بني هاشم وبني المطلب إلى ما هو عليه من منع رسول الله صلى الله عليه وسلم والقيام دونه فاجتمعوا إليه وقاموا معه وأجابوه إلى ما دعاهم إليه. إلا ما كان من أبي لهب (9) عدو الله.
1. البداية 3/ 65.
2. ذكرت هذا الموضوع هنا، بعد الهجرة الأولى، وذلك لأن عبد الله بن مسعود لم يكن أحد المهاجرين فيها إلى الحبشة حسب الروايات المعتمدة
3. ابن هشام 1/ 315.
4. هي أخت عمر.
5. البداية 3/ 30 وقد ذكر ابن كثير أن هذه الحادثة قبل إسلام حمزة مباشرة.
6. البداية 3/ 59.
7. البداية 3/ 60.
8. ابن هشام 1/ 366.
9. واسمه عبد العزى وهو أخو أبي طالب وعم رسول الله صلى الله عليه وسلم.