قالوا: ومن خصائص تكريمه أنه ﷺ ولد مختوناً مسروراً (3).
______________________
3. مسروراً: أي مقطوع السرة.
واستدلوا بحديث أنس رضي الله عنه: "من كرامتي على ربي أني ولدت مختوناً، ولم ير أحد سوأتي" (1).
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: ولد النبي ﷺ مسروراً مختوناً (2).
وقد رد ذلك العلماء. وقد حكى الحافظ زين الدين العراقي أن الكمال بن العديم ضعف أحاديث كونه ولد مختوناً، وقال: إنه لا يثبت في هذا شيء من ذلك. وأقره عليه (3).
وقال في العلل المتناهية بعد أن ساق حديث أنس: تفرد به سفيان - ابن محمد المصيصي - قال ابن عدي: كان يسرق الأحاديث ويسوي الأسانيد وفي حديثه موضوعات. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به (4).
قال ابن القيم في فصل ختانه ﷺ:
"وقد اختلف فيه على ثلاثة أقوال: أحدهما: أنه ولد مختوناً مسروراً. وروي في ذلك حديث لا يصح، ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في "الموضوعات" وليس في حديث ثابت. وليس هذا من خواصه، فإن كثيراً من الناس يولد مختوناً".
وقال ابن القيم: "وبين كمال الدين بن العديم أنه ﷺ ختن على عادة العرب وكان عموم هذه السنة للعرب قاطبة مغنياً عن نقل معين فيها" (5).
______________________
1. رواه الطبراني في الأوسط، وأبو نعيم، والخطيب، وابن عساكر. كما في المواهب اللدنية 1/ 133.
2. رواه ابن عساكر، كما في المواهب اللدنية 1/ 133.
3. المواهب اللدنية 1/ 134.
4. العلل المتناهية 1/ 171 - 172.
5. زاد المعاد لابن القيم 1/ 81 - 82.