قال صاحب المواهب اللدنية:
"ومنها - أي خصائصه -: أنه ﷺ كان إذا مشى على الصخر غاصت قدماه فيه، كما هو مشهور قديماً وحديثاً، ونطق به الشعراء في منظومهم والبلغاء في منثورهم.
مع اعتضاده بوجود أثر قدمي الخليل إبراهيم عليه السلام في حجر المقام.." (2).
وهكذا أصبحت الخصائص تقرر بلا دليل.
______________________
2. المواهب اللدنية 2/ 630.
هذه الخصوصية عبارة عن إخبار، فأين الأحاديث التي تؤيد ذلك، وهل آثار قدمي الخليل عليه السلام تعد دليلاً لهذه الخصوصية المتعلقة بالرسول محمد ﷺ.
ونقل الزرقاني في حاشيته على المواهب: إنكار الحافظ السيوطي لذلك وقوله: لم أقف له على أصل ولا سند، ولا رأيت من خرجه في شيء من كتب الحديث.
قال الزرقاني: وكذا أنكره غيره.
وقال ابن تيمية في تعليقه على هذه المسألة:
"هذا لم ينقله أهل العلم بأحواله، ولا واحد منهم. بل هو كذب عليه" (1).
يتبين من هذا أن هذه المسألة لا أصل لها، ولا دليل عليها.
كما يتبين مدى توسع بعض العلماء في قبول كل شيء في باب الفضائل والمعجزات، دون إخضاعها إلى الموازين التي وضعها سلف هذه الأمة لتكون معياراً في القبول أو الرد.
______________________
1. الجواب الصحيح 4/ 234.